سنة أولى عطاء - 02 يناير 2015
2021-11-10 566
عندما صدر الأمر الملكي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أميرا لمنطقة مكة المكرمة، وتوليه ــ وفقه الله ــ إدارة مهام ومسؤوليات هذا الجزء العزيز والغالي من الوطن، الذي له على غيره مزية وشرف، والذي يعد تولي إمارته مسؤولية تفوق مسؤوليات غيره من المدن والبقاع.
كانت الآمال حينها بحجم الثقة التي أولاها قائد مسيرتنا المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ــ حفظه الله ــ لشخص الأمير «مشعل» برؤيته الواعدة واستشرافه لمستقبل مشرق لبناء هذه المنطقة، مواصلا مسيرة عطاءات سابقيه أصحاب السمو الملكي الأمراء ممن تقلدوا مهام إمارة منطقة مكة المكرمة ــ رحم الله من انتقل إلى جوار ربه، ومنح الصحة والعافية من بقي منهم على قيد الحياة.
ونعلم، يقينا، أن الأمير الشاب «مشعل بن عبدالله» كان أهلا للمهمة التي أوكلها له ولي الأمر خادم الحرمين الشريفين ــ رعاه الله، فعام من العطاء والمتابعة والحث والتوجيه كأمير لمنطقة مكة المكرمة كفيل بأن تستشف من سموه الكريم وأن تقرأ في أفكاره الواعدة لمستقبل هذه المنطقة الكثير من الجوانب المضيئة والمنبثقة من رؤية واهتمام قائد هذه المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد ــ أيدهم الله ــ وعنايتهم ورعايتهم الكريمة لمكة المكرمة «المدينة والمنطقة» أسوة ببقية مدن ومناطق وطننا المعطاء، تجدها حاضرة في كل مناسبة تجمعك بسموه الكريم، ومن حسن الطالع أن تكون جامعة أم القرى أولى المنطلقات لنشاطات سمو الأمير مشعل بن عبدالله كأمير لمنطقة مكة المكرمة، فقد تشرفت الجامعة برعاية سموه لحفل تدشين «صحيفة مكة»، ثم رعايته الكريمة لحفل تخريج الدفعة (62) من طلاب الجامعة للعام الدراسي المنصرم 1434/1435هـ، والذي أقيم بالمدينة الرياضية بمقر الجامعة بالعابدية، وما زلت أذكر عندما استأذنت معالي وزير التعليم العالي حينها للطلب من سموه الكريم إيقاف الحفل بسبب الأمطار الشديدة المنهمرة في تلك الليلة منذ انطلاق الحفل كون المكان مكشوفا، إلا أن سموه أصر على إكمال الحفل واستكمال المسيرة الطلابية للخريجين وتكريمه للطلاب المتفوقين، مرددا سموه الكريم بعبارته المشهورة ــ حينذاك، وقد ابتلت ملابسه، وهو يعني «المطر»: (هذا خير من الله للوطن، ونحن في مناسبة أخرى فيها الخير لهذا الوطن).
والشواهد والأمثلة كثيرة على حرص سموه الكريم وحثه الدائم من خلال متابعته لكافة الأنشطة والبرامج التي تنفذها الجامعة لطلابها وخدمة مجتمعها ووطنها.
ولا يسعنا في هذه المناسبة إلا أن نتوجه بالدعاء للمولى ــ سبحانه وتعالى ــ أن يحفظ سموه ويمده بالعون والتوفيق والسداد لخدمة هذا الوطن ومواطنيه.
* مدير جامعة أم القرى